أُلفة الجوار

دائمًا ما اقرأ بعض النصوص التي تتحدث عن العلاقات في كون أن أجمل علاقة بيننا هيَ التي تُحيطها الألفة ،علاقات تُشبه منزلك تنزِل معها خالعًا نفسك الظاهرة ،ظاهرًا للآخر
كأنك أمام عائلتك
في صورة تشبه عودتك للبيت كل مرة ،حقيقيًا كأنك بين أخوتك ،
وهذا على ما يبدو لي هو الأُنس الحقيقي بين الانسان وأخيه ،أن ترى فيه أُلفة الدار.
صورة غير مُنقّحة أو معدّلة بل بكل اختلالاتها وعيوبها ، بمنطِقها المستفز وبعاطفتها الحزينة
بأيامنا الهادئة وحتى ذلك اللُطف الذي نجده في أكثر الأيام دمارًا .
اشعُر أنهُ حالما يجد الانسان ذلك يستطيع أن يُذيّل صعابه على هامشٍ أسفل الصفحة 
ويبدأ ملء بياضها بكل تلكَ الأيام المُحاط بها بيدٍ تمتد لا تنقطع عنه .
لا يهُم معها كم بذل من نفسه وكم أُخذ منه
لأنه يُعنوَن فيها بأنهُ كانَ آمنًا .. قلبه محفوف بقوة العون يجد دائمًا بجانب كتفه كتف أخرى

وعبقرية في خلق المسافات بين ألّا تجفوك أو تُحاصرك .
وهذا على ما أعتقد جدوى وجود الجوار بمعناه الكبير ،وليس ذلك الجدار الذي يُبنى بجانب الآخر.

أضف تعليق