لا ترضى لتُسلّم ولا تتخلى تبجّحًا

أخذت من نفسي أفضل ما يأخذه المرء من ذاته
أصبح في حوزتي معنيين يُمكن لأي انسان
أن يستعملهما كمجدافين لقطع بحور هائلة
الرضا وحُسن التخلي ..
رمتني المواقف في لُجَج وظُلمات وقيعان
وماكان لي من هذا كله سوى تسبيحاتُ يونس
ورضاي الذي مُنحت إياه لكي أفتح فم الحوت
وحسن تخلّيِّ عن سكون البحر طمعًا بضجيج الوعي
و إمكانية الإبحار في طرقات كثيرة .

لا يمكن أن يعيش الانسان وهو ساخط وغير راضٍ
كم سيُفسد أشياء كثيرة من حوله!
أهمها إفساد روحه بمطالب وتساؤلات كثيرة لا تتسع لها حياته ولا نفسه التي أثقلها ..
وكم أن التعلق في شيء يجعلك رهين !
تود الرحيل ولا ترحل ،ترغب في الاستمرارية ولا تنعتق ، تبحث عن معنى وأنت خلف قضبان جهلك
تريد السلوى ولا تستطيع الإنفكاك عن القلق
تصعد سلّم فتنزل سلالم أخرى لأنك ألفت القاع
وتخاف من فتحة النور التي تظن أنها نار بدلًا من شمس ،أو بركان بدلًا من لحظة غروب باردة .

مهما عصفت بسفينتك الرياح
ورمتك في موانئ كثيرة قاحلة
لا تنسى أنك تستطيع أن ترضى بالعاصفة ؛فتحوّل رياحها مجداف لتصل إلى وجهتك ، أو أن تصُدها بالأشرعة …
ومهما أطاحت بك الريح تذكر بأنك
إما أن تغرق وإما أن ترضى بأنك يجب أن تجدف
لكي ترى النور مرة أخرى .

حينها وفي كل وقت تذكر ..
بأن رضاك دافع للحراك لا التسليم
وتخليك عن شيء قناعة ووجوب وليس تبجح على الأشياء واعتقادك بأن لديك قدرة على ترك أي شيء في أي وقت .

2 thoughts on “لا ترضى لتُسلّم ولا تتخلى تبجّحًا

أضف تعليق