وأشعر بأن الحكاية لي أيضا :

الرأفة شعور غريب …
قد تكون الشعور الوحيد الذي يتصل فيه الانسان بالانسان إلى درجة التماهي
كأنه الشعور الذي يجعل الشخصين قلب واحد
أوحد وأبقى وأكثر عمقًا وغرابة
جيد  ولكنهُ مرعب ومرهق جدًا !
تشعر كما يشعر الآخر وكأنّ الأمر أمرك أنت
تهلع كما يهلع كما لو أنّ الشعور لَك
تبكي كما ينزِف وكأن الجُرح فيك
تسكُت حينما يسكُت وكأن الحُنجرة واحدة
وحينما يصرخ هوَ ينتفض صدرك كلّه
وعندما تنقطع خطواته تشعر بأن القدم قدمك أنت
أما حينما ينتهي الشعور المُر الذي جمعتكم الرأفة به معًا تشعر أنك كنتَ الطريق الذي مشى عليه
تشعُر بأن كل أحشائك قد دُكّت  ..

ماذا يعني أن ارأف إلى درجةِ أن أُدمي نفسي معك
ماذا يعني أن أشعر بِك كأنّك الذي اعوجَجت من أجله
هل يجب أن يرأف الانسان إلى هذه الدرجة
أم أنّ كفة ميزاني مائلة نحو الآخر .. إجحافًا
أم أنهُ شعور نبيل ومُترف لا يستطيع الشعور به سوى الخالية قلوبهم ؟
أم أنّي امتلأت إلى الحد الذي يجعلني أُعيد قصصي في قصص الآخرين ،وأشعر بأن الحكاية لي أيضا
أو بأن الحكايات كلها .. كلها لي !
أم أنهُ الانسان في صورتهِ الأولى
ذلك الذي خرج من الأرض وتشارك بها مع انسانه الآخر
والذين أيضا سيعودان إلى نقطة الشراكة الأولى
ارضٌ أو شراكة أو مشاعر فيها أنا وأنت شيئين من شيء واحد ،وشعوري بك إنما امتدادٌ لي في صدر آخر !.
في بعضِ الأيام أشعر بأني لا أريد أن ارأف
ولكنّ يدي لا تطول بلا رأفة
وكلماتي كلها تقصُر ويصبح ثوب مشاعري قصير بدونها ..
وكأنها خيط من كل شيء .
بها تبدو أثواب قلبي أطول وأكثر بهاء ،
بها تصل يدي إلى كتفك رغمًا عن المسافات .

أضف تعليق